أول تعليق سعودي على تصريحات محافظ حضرموت النارية.. تفاصيل
أكد محافظ حضرموت بن ماضي أن المحافظة رقم كبير لا ينبغي تجاوزه، ونصح بأن لا يهرع أبناء المحافظة خلف أحزاب أو تكوينات أخرى.
وقال بن ماضي في لقاء مع قناة "الغد المشرق" إن السلطة المحلية بالمحافظة وضعت مهمة توحيد حضرموت في اولويات مهامها منذ تسلمها ادارة المحافظة وتوحيد مكوناتها لتنطلق بقوة ابنائها نحو البناء، ومضت تعمل كفريق واحد وتم اعداد موازنة موحدة لاول مرة للمحافظة للعام 2023م.
وتابع المحافظ أن أكبر هدف يرنو لتحقيقه هو أن تكون حضرموت سيدة قرارها ومستقلة في رأيها ورقما كبيرا لا يمكن تجاوزه، وأن تدار أمنيا واداريا وعسكريا من ابنائها، انطلاقًا من تاريخها المعروف في الإدارة.
وأضاف أن ملفات كثيرة ورثتها السلطة المحلية أبرزها الكهرباء والمياه والتعليم والطرقات، والكهرباء هو الملف الأصعب الذي تواجهه السلطة المحلية وتبذل جهودا كبيرة لتحسينها في المحافظة، من خلال تعزيز التوليد بادخال قدرات إضافية.
ولفت إلى ان حضرموت فقدت منذ العام 2022 مواردها التي تحولت الى السلطة المركزية، ونسبة الـ 20% التي توقفت بسبب توقف تصدير النفط نتيجة الهجمات الحوثية على ميناء الضبة النفطي، ومع ذلك السلطة المحلية ماضية في عملها بفضل الثقة المتبادلة مع القطاع الخاص والمجتمع، وهي تواجه جبهة الخدمات التي تضاعفت بسبب النازحين الى المدن الحضرمية من مختلف المحافظات نتيجة الاستقرار فتضاعف العدد في المكلا الى مليون و600 الف نسمة، مؤكدا ضرورة التفاف ابناء المحافظة حول سلطتهم المحلية وان يكونوا صوتا واحدا لنيل حقوق المحافظة كاملة.
وبين المحافظ أن العديد من المحافظات المحررة تمر بأزمات خانقة في مادة الغاز، وان حضرموت التي تمثل روح الدولة وتترقب زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي لحلحة الكثير من الملفات الشائكة.
كما أكد بن ماضي أن منفذ الوديعة الحدودي سيخضع لإشراف مباشر من السلطة المحلية بحضرموت، شاكرا تدخلات المملكة العربية السعودية في هذا الجانب.
وأشار إلى أن حضرموت محتضنة للوسطية وبيئتها طاردة للتنظيمات الإرهابية ولا يمكن أن تحتضنها، وهي تستحق الاهتمام المحلي والدولي نظرًا لأنها تمتلك أغلب ثروات البلد وتتمتع بالاستقرار وتصل مساحتها الى 37% من مساحة البلد، منوها بان الاهتمام الأمريكي بحضرموت مؤشر لهذا الاهتمام الاقليمي والدولي، ويؤكد مكانة وقيمة المحافظة وتميزها بالاستقرار ومساهمتها في مكافحة الارهاب.
وقال محافظ حضرموت ان عناصر تنظيم القاعدة أثناء استيلائهم على المكلا نهبوا إيرادات الموانئ النفطية والبنوك وقاموا بتمويل عمليات إرهابية في أماكن عدة في العالم، ما يستوجب مساهمة العالم اجمع في دعم حضرموت التي حاربت الارهاب، مشيدا بدعم دولة الإمارات العربية المتحدة التي استلمت مطار الريان الدولي بالمكلا بهدف محاربة تنظيم القاعدة وبسط الاستقرار، وقامت بإعادة بناء الصالات المدمرة على يد الإرهاب.
وتابع: "من حقنا الشراكة مع الأمريكان في عمل استثمارات اقتصادية مشتركة في حضرموت مادام ذلك ضمن سيادة الدولة والاهتمام الأمريكي الأخير بالمحافظة يوحي باستثمارات قادمة من قبل أمريكا في المحافظة".
وزاد "عندي قناعة تامة أن محافظة حضرموت سُلمت بتواطؤ لتنظيم القاعدة في 2015، ولا يعقل أن يأتي 80 شخصا من هذا التنظيم ويسيطرون على المكلا التي تتواجد فيها ألوية عسكرية وتتسلم القاعدة المدينة بكل بساطة، وربما ذلك جاء لتشويه صورة المحافظة".
وأردف قائلا: "لا نملك الصلاحية في الإدارة المالية كما هو الحال مع محافظة مارب وعندما يكون لدينا التفاف مع السلطة المحلية كما هو الحال في مارب سنحقق الصلاحية المالية".
وأوضح: "هناك أفكار لدى الكثير من أبناء حضرموت بأن السلطة المحلية لا تقوم بواجباتها وهناك أهواء سياسية كثيرة في حضرموت، ونتمنى أن يكون أبناء المحافظة جميعا مع السلطة المحلية، وفي هذه الحالة سيأتي البقية لمفاوضتنا بما في ذلك الحكومة".
ومضى بن ماضي: "ألوم الحكومة في نقطتين عندما لا تحرك ساكنا تجاه الغاز في مارب الذي يذهب النصيب الأكبر منه لمناطق الحوثيين بينما هناك أزمات غاز في المحافظات المحررة، وكذلك بقاء ميناء الحديدة تحت سيطرة الحوثيين".
وحول منفذ الوديعة قال "لم يتغير شيء فيما يتعلق بمنفذ الوديعة حتى الآن لكن اتفقنا على استلام المنفذ إداريا ويكون تحت إشراف السلطة المحلية بشكل مباشر وستبقى الهيئات التي تعمل في المنفذ كما هي، وعائدات المنفذ من الضرائب والجمارك مركزية، ويتم توريدها للمركز ونحصل على 20% فقط كما هو الحال في عدة محافظات وهذا جزء من اتفاق مع الحكومة مقابل التزامها بتوفير الكهرباء للمحافظات".
وتابع أن ميزانية محافظة حضرموت منذ 2005 لاتزال كما هي رغم الارتفاع السكاني الحاصل في المدينة وارتفاع عدد الوافدين إليها من المحافظات الأخرى بسبب الحرب وهو ما تسبب بارتفاع الأعباء علينا في الخدمات.
كما أفاد بأن عدد السكان الذين انتقلوا لمحافظة حضرموت من المحافظات المجاورة منذ 2015 حتى اليوم ويتواجدون في المكلا والمدن المجاورة لها بلغوا نحو مليون وستمائة ألف شخص.
ولفت إلى أن هناك اهتمام إقليمي ودولي بمحافظة حضرموت وتستحق المحافظة هذا الاهتمام والكل يعرف أهمية حضرموت إلا البعض من أبنائها.
وبين "هناك اهتمام كبير بحضرموت من قبل أمريكا، ولهم باع طويل في مكافحة الإرهاب، وهم يأتون لتفقد المحافظة الشاسعة التي واجهت الإرهاب، وربما سلمت للإرهابيين بتواطؤ، وهي بيئة طاردة للإرهاب، وليست خصبة للإرهابيين أو محتضنة لهم".
وقال إن "اهتمام أمريكا بمحافظة حضرموت كونها تطل على البحر العربي المتصل بالمحيط الهندي، وهو نطاق تتواجد فيه واشنطن، وهناك استقطاب دولي، لتأمين المصالح المستقبلية لعدة أطراف دولية".
ولفت المحافظ بن ماضي إلى ان السلطة المحلية اوقفت تعامل الشركات النفطية فيما يخص التخلص من النفايات مع اي جهة كانت إلا بعلم السلطة المحلية للحفاظ على سلامة المواطنين.
وبخصوص الخلفات النفطية للشركات النفطية قال بن ناضي "نعلم بما حصل من بعض الشركات النفطية ودفنها موادا سامة في بعض مناطق حضرموت، وشركات النفط نعمة على الآخرين لكنها نقمة على السكان في المناطق التي يتواجد فيها النفط إن لم يتم التعامل بالطريقة المثلى من قبل تلك الشركات، ولا شك أن هناك تجاوزات في مثل هذا الأمر في ظل الانشغال من الحكومة بشكل عام، وسنعمل إن شاء الله على الحد منها".
وقال: "ليس لدي تأكيد كامل أن الأمراض التي أصيب بها مواطنون في مناطق الاستثمارات النفطية ناتجة عن تعامل هذه الشركات، وخلال عملنا في البرلمان تسلمنا تقرير مماثل عن مخلفات الشركات وأضرارها، ولكن لم تؤكد لنا جهة معينة أن تلك الأمراض ناتجة عن تلوث تسببت به الشركات العاملة، وأنا لا أبرر للشركات، ولكن مرض السرطان منتشر في اليمن بشكل عام".
وأوضح: "لا أعلم بدفع الشركة الفرنسية تعويض للحكومة عن المخلفات النفطية، وأوقفت تعامل الشركات النفطية المباشر دون العودة للسلطة المحلية سواء في إبعاد النفايات أو القرب البلاستيكية واتفقنا بعدم خروج أي شيء إلا بعلم السلطة المحلية".
وأشار إلى أن هناك ست قاطرات محملة لشركة ما منعنا خروجها حتى نتأكد من محتويات المواد التي تحملها والمكان الذي ستذهب إليه.
وفي ختام حديثه، أكد أن حضرموت دفعت ضريبة من شبابها الذين وقعوا ضحية لتناول المواد المخدرة، بسبب استخدام المحافظة كنقطة عبور لتهريب الممنوعات نتيجة المساحة الشاسعة للمحافظة.
تعليق سعودي:
وتعليق على كلام المحافظ، قال الباحث السعودي، علي العريشي، إن الرسائل القوية التي وجهها محافظ حضرموت في لقاءه المتلفز يوم أمس رفعت من أسهم حضرموت داخل اليمن وخارجها.
وتابع، عبر حسابه على تويتر: باعتقادي أن هذا الموقف الصريح والشجاع للمحافظ بن ماضي قد يجعل حضرموت عرضة للاستهداف من أطراف بعينها.
وختم بالقول: لذلك ينبغي على جميع الحضارم تبني هذا الموقف والتصدي لمحاولات الاستهداف.