التوصل إلى اتفاق سلام كامل يشمل صرف المرتبات وفتح الطرقات والمطارات.. موعد التوقيع
تكشف كثافة الحراك الأممي على محور صنعاء مسقط الرياض عن بلوغ جهود السلام في اليمن مرحلة متقدّمة تصفها مصادر يمنية متعدّدة بالمنعطف الحاسم نحو توقيع اتّفاق وشيك يرسي تهدئة دائمة تفتح الباب لعملية سلام جادّة.
هذا وتدعم تلك الإشارةَ نبرةُ التفاؤل التي طبعت خطاب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في جولته الأخيرة بين العاصمتين العمانية والسعودية، حيث كانت له لقاءات بمسؤولين عمانيين وممثلين لحكومة الحوثيين، فضلا عن لقائه في الرياض بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.
وتفاعلا على الحراك الأممي المتسارع بشأن الملف اليمني، قال وزير الخارجية اليمني الأسبق أبوبكر القربي عبر حسابه في منصّة إكس إنّ لقاءات غروندبرغ في عُمان وحرصه على إنهاء ملف الأسرى واستعجال ذهابه إلى الرياض تشير إلى أن المملكة السعودية قد استكملت تفاهماتها مع صنعاء لتسلم التفاهمات إلى المبعوث الأممي من أجل وضع الآلية التنفيذية لها، مع احتمال الإعلان عنها أو التوقيع عليها في أوائل ديسمبر الجاري.
كما كان الأمير خالد قد استقبل غروندبرغ إثر زيارة الأخير إلى سلطنة عمان التي تقود وساطة بين السعودية والحوثيين مكّنت من تحقيق قفزات في الملف اليمني أهمّهما جمع الطرفين في لقاءين مباشرين، جرى الأوّل في صنعاء خلال شهر أبريل من العام الجاري، وجرى الثاني في الرياض خلال شهر سبتمبر الماضي.
من جهته علّق وزير الدفاع السعودي على لقائه الأخير بالمبعوث الأممي بالقول عبر منصة إكس التقيت غروندبرغ واستعرضنا جهود المملكة لدعم السلام وخارطة الطريق بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة، تحت إشراف الأمم المتحدة، يحقق السلام الشامل ويضمن استدامته.
وبدوره، قال غروندبرغ في بيان إنه ناقش في العاصمة الرياض التقدم المحرز نحو اتفاق أطراف النزاع في اليمن على إجراءات من شأنها تحسين الظروف المعيشية لليمنيين، ووقف مستدام لإطلاق النار يشمل عموم البلاد، واستئناف عملية سياسية يمنية يمنية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.
أما السياسي اليمني عبدالعزيز العقاب فتحدث عن اتّفاق مكتمل بشأن السلام في اليمن ينتظر الإعلان عنه قريبا. وقال عبر حسابه في منصّة إكس نبارك نجاح المفاوضات والوصول إلى الاتفاقيات النهائية، وندعو إلى سرعة إعلان ذلك والتوقيع النهائي وسرعة التنفيذ العملي والدخول في أجواء السلام الحقيقية بما يهيئ الأجواء الإيجابية للخطوات المقبلة ، معتبرا أن المنطقة تحتاج إلى السلام والمرحلة تستدعي ذلك وعلى الجميع انتهاز الفرصة بكل ثقة ومصداقية.
ولفت في تعليقه إلى أنّ الاتفاق الذي اكتمل ويجري الترتيب لإعلانه بصورة نهائية هو نتيجة جهود ومحادثات منذ شهور سابقة بوساطة عمانية ومساندة من دول شقيقة وصديقة، وليس وليد اللحظة، وجرت محاولات كثيرة لعرقلته ولكن الجميع اليوم أصبح مدركا أن السلام أصبح ضرورة وأن إضاعة الفرصة ستكون خسارة كبيرة للمنطقة.
وقد قامت سلطنة عمان، بفضل احتفاظها بعلاقات جيّدة مع جماعة الحوثي وكذلك مع إيران التي تقول جهات يمنية وإقليمية إنّها تدعم الجماعة وتؤثّر بشدّة في قراراتها، بدور كبير في إحداث تقدّم ملحوظ في جهود السلام باليمن.
ويوم الأربعاء الماضي اختتم غروندبرغ زيارة إلى السلطنة عقد خلالها مباحثات حول دفع عملية السلام في اليمن شملت مسؤولين عمانيين وكبير مفاوضي جماعة الحوثي محمد عبدالسلام.
واليوم نفسه أعلنت جماعة الحوثي أنها قطعت مع التحالف الذي تقوده السعودية شوطا مهما في طريق السلام.