قرار جديد هام من صنعاء حول مرور السفن عبر البحر الأحمر وباب المندب
في خطوة هامة ضمن التطورات التي شهدتها المنطقة في الأيام الأخيرة، سمحت السلطات في صنعاء بمرور السفن الأمريكية والبريطانية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
هذا الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، أتاح مرور عدة سفن مرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة دون أي حوادث تذكر، مما يعكس احتمال عودة تدريجية لحركة الملاحة التجارية في المنطقة شريطة استمرار سريان الاتفاق.
وفقًا للتقارير الصادرة عن مركز المعلومات البحرية المشترك (JMIC)، فقد عبرت ست سفن تابعة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة عبر البحر الأحمر منذ بداية الهدنة، وذلك دون تعرض أي من هذه السفن للهجوم من قبل قوات صنعاء.
الجدير بالذكر أن هذه السفن لم تواجه أي مشاكل تذكر، رغم أن المنطقة لا تزال تُعتبر منطقة خطرة بسبب التوترات المستمرة في المنطقة.
من جهته، أكد مركز المعلومات البحرية المشترك أن السفن التجارية التابعة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة التي عبرت البحر الأحمر منذ بدء الهدنة كانت تسير بشكل طبيعي، ما يعكس حالة من الاستقرار المؤقت في البحر الأحمر.
ورغم هذه التحسنات، لم يتم الكشف عن أسماء أو أنواع هذه السفن في التقرير الصادر عن المركز.
وفي إطار جهود تهدئة التصعيد، أعلنت سلطة صنعاء من خلال مركز تنسيق العمليات الإنسانية عن تعليق الهجمات على معظم السفن التجارية العابرة للمنطقة، مع التأكيد على أنهم سيواصلون استهداف السفن المملوكة أو المسجلة في إسرائيل.
ويأتي هذا الإعلان في سياق التدابير التي تم اتخاذها لتهدئة الأوضاع، ولكن الحوثيين لم يخفوا استياءهم من استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية ضد غزة.
وفي هذا السياق، أصدر عبد الملك الحوثي، قائد حركة أنصار الله، تحذيرات شديدة اللهجة، حيث أكد أن القوات اليمنية جاهزة للتدخل بشكل فعال إذا استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة. ويُعتقد أن هذا التصريح يأتي في إطار تأكيد الحوثيين على التزامهم بالموقف الرافض لأي استئناف للهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة.
تستمر المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا، مع توقع أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق في الأسبوع الخامس من سريان الهدنة. ورغم الهدوء النسبي الذي شهدته المنطقة البحرية منذ توقيع الاتفاق، لا تزال المخاوف قائمة بشأن الوضع الأمني في البحر الأحمر، الذي يُعد شريانًا حيويًا للتجارة العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن البحر الأحمر ومضيق باب المندب يشكلان نقطة حيوية بالنسبة للتجارة الدولية، حيث يمر منهما جزء كبير من حركة الشحن البحري. ومن المتوقع أن يكون لاستمرار اتفاق وقف إطلاق النار تأثير إيجابي على استقرار حركة التجارة في المنطقة.