أخبار اليمن

مسلسل "معاوية" يشعل صراعًا بين التاريخ والدراما.. والأزهر يطلق فتوى تحريم

بين مطرقة التاريخ وسندان الدراما، يطل علينا مسلسل "معاوية" في رمضان 2025، ليثير عاصفة من الجدل والانقسام. العمل الذي يجسد شخصية معاوية بن أبي سفيان، ويستعرض حقبة مفصلية في التاريخ الإسلامي، أشعل فتيل أزمة لم تهدأ بعد، وصلت إلى حد إصدار الأزهر الشريف فتوى تحرم مشاهدته.

"معاوية"، المسلسل الذي كان من المفترض أن يكون ملحمة تاريخية، تحول إلى ساحة صراع بين مؤيدين ومعارضين.

العمل الذي استغرق سنوات من الإعداد والتصوير، والذي يضم نخبة من نجوم الدراما العربية، يواجه اليوم اتهامات بتشويه التاريخ وتجسيد شخصيات الصحابة، وهو ما يعتبره الأزهر الشريف خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.

 

الأزهر يطلق فتوى التحريم:

لم يكن الجدل حول مسلسل "معاوية" مجرد نقاشات عابرة، بل وصل إلى ذروته بإصدار الأزهر الشريف فتوى تحرم مشاهدة العمل.

الأزهر، الذي سبق وأن رفض تجسيد شخصيات الصحابة في أعمال درامية، أكد أن هذا الأمر يمس ثوابت الدين، ويشوه الصورة الحقيقية للصحابة في أذهان المشاهدين، خاصة الشباب.

 

الداعية الإسلامي يحذر:

لم يقتصر الأمر على الأزهر، بل انضم إليه العديد من الدعاة الإسلاميين، الذين حذروا من خطورة مشاهدة المسلسل. الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي في الأزهر الشريف، أكد أن مشاهدة المسلسل حرام شرعًا، وأنها قد تؤدي إلى ترسيخ صورة خاطئة للصحابة في أذهان المشاهدين.

 

الجمهور بين مؤيد ومعارض:

في المقابل، انقسم الجمهور بين مؤيدين ومعارضين للعمل. البعض يرى أن المسلسل عمل فني لا يهدف إلى تشويه التاريخ، بل إلى تقديم رؤية درامية لأحداث وقعت بالفعل.

والبعض الآخر يرى أن تجسيد شخصيات الصحابة أمر مرفوض، وأن التاريخ الإسلامي يجب أن يبقى مقدسًا بعيدًا عن أي تجسيد درامي.

 

صناع العمل في مرمى الاتهام:

هذا ويواجه صناع مسلسل "معاوية" اليوم اتهامات بتجاهل حساسيات الجمهور الدينية، وتقديم عمل قد يثير الفتنة والانقسام. البعض يتساءل عن الهدف من تقديم عمل يثير كل هذه الضجة، والبعض الآخر يرى أن صناع العمل أصروا على المضي قدمًا في مشروعهم، رغم علمهم بالجدل الذي سيثيره.

 

هل ينتصر الفن أم الدين؟:

يبقى السؤال الأهم: هل سينجح مسلسل "معاوية" في تجاوز هذه الأزمة؟ وهل سيتمكن صناعه من إقناع الجمهور بأن عملهم لا يهدف إلى تشويه التاريخ؟ أم أن فتوى الأزهر ستكون الكلمة الأخيرة، وسيبقى العمل حبيس الجدل والانقسام؟

في الأخير، مسلسل "معاوية" ليس مجرد عمل درامي، بل هو قضية تثير أسئلة جوهرية حول العلاقة بين الفن والدين، وحول حدود الحرية الفنية.

القضية التي أشعلها المسلسل ستظل محط نقاش وجدل لفترة طويلة قادمة، وستبقى شاهدة على صراع بين رؤيتين، رؤية ترى في الفن وسيلة للتعبير والإبداع، ورؤية ترى في الدين خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.

المصدر
مساحة نت ـ رزق أحمد

اقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى