رفض 3 مليارات دولار في 3 دقائق.. القرار الذي صدم فيسبوك

في عام 2013، وبينما كانت أغلب شركات وادي السيليكون تحلم بلفت أنظار عمالقة التكنولوجيا، تلقى شاب أمريكي يُدعى إيفان شبيجل، عرضًا لا يُرفض عادة: 3 مليارات دولار نقدًا لبيع تطبيقه الناشئ "سناب شات".
البداية: عرض مغرٍ من عملاق ورفض لا يُصدق:
كان شبيجل، ذو الـ23 عامًا وقتها، يدير تطبيقًا يُنظر إليه باعتباره "موضة مؤقتة" مخصصة للمراهقين لمشاركة الصور سريعة الزوال.
فيسبوك، التي كانت قد استحوذت على إنستغرام للتو، رأت تهديدًا قادمًا من هذا الوافد الجديد، فبادرت بعرض الاستحواذ. لكن المفاجأة أن الشاب الطموح رفض العرض دون تردد.
وفي مقابلة مصوّرة حديثة، كشف شبيجل أنه سمع محاميي الصفقة يتهامسون بأن التطبيق "سيلفظ أنفاسه قريبًا". لكنه تدخل في المكالمة قائلاً ببرود: "مرحبًا يا شباب... أنا هنا!"
لماذا رفض الصفقة رغم ضخامة العرض؟:
بحسب شبيجل، القرار لم يكن مبنيًا على حسابات مالية دقيقة، بل على شغف حقيقي وإيمان أعمى بأن "سناب شات" ليس مجرد تطبيق، بل منصة قادرة على تغيير شكل التواصل الرقمي.
"أنا وبوبي مورفي (شريكه) كنا نحب ما نفعله… كنا نؤمن أن ما نملكه أكبر بكثير مما يراه الآخرون"، قال شبيجل.
كما ساعدتهما إحدى جولات التمويل في تأمين 10 ملايين دولار لكل منهما، ما منحهم مساحة للتحرر من ضغط المال والتركيز على بناء الحلم.
لحظة التحدي التي صنعت المستقبل:
في الوقت الذي أطلقت فيه فيسبوك تطبيقًا مشابهًا يُدعى "Poke" كمحاولة للهيمنة، تمسك شبيجل بموقفه، ورفض الدخول تحت مظلة زوكربيرج، في خطوة اعتُبرت واحدة من أكثر قرارات التحدي جرأة في تاريخ وادي السيليكون.
اليوم، وبعد أكثر من عقد، تبلغ قيمة شركة Snap Inc عشرات المليارات من الدولارات، وتُعد من أبرز اللاعبين في مجالات الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، وتقنيات النظارات الذكية.
هل ندم شبيجل يومًا على قراره؟:
"أبدًا. ولا حتى للحظة واحدة"، يجيب شبيجل بثقة.
"كنا نعرف أن الطريق لن يكون سهلاً، لكننا اخترنا أن نراهن على أنفسنا، لا على الأرقام."