هام: تدخل أمريكي لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق في اليمن بهذا الموعد.. والمرتبات في المقدمة
قالت مصادر إعلامية إن واشنطن تسعى لتفعيل حراكها الدبلوماسي في المنطقة ووضع لمساتها على اتفاق تجديد الهدنة في اليمن بعد الإعلان عن استئناف العلاقات السعودية - الإيرانية برعاية صينية، الذي لا تبدو واشنطن متحمسة له.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية الأربعاء، أن رئيس مجلس القيادة ومعه أعضاء المجلس سلطان العرادة وعبدالله العليمي وعثمان مجلي استقبلوا مبعوث الولايات المتحدة ليندركينغ، والسفير الأميركي ستيفن فاجن "للبحث في مستجدات الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إحياء مسار السلام في اليمن".
وأوضحت الوكالة أن رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي اطلعوا على "نتائج الاتصالات الدولية التي تشارك فيها الولايات المتحدة في ظل تعنت الميليشيات الحوثية الإرهابية إزاء جهود تجديد الهدنة والبناء عليها من أجل إنهاء معاناة الشعب اليمني".
ويعتقد مراقبون أن الدور الأميركي في الملف اليمني فقد فاعليته نتيجة غياب الرؤية السياسية التي تتعامل بجدية مع مخاوف ومتطلبات الدول الإقليمية، واستناد تحركات واشنطن إلى عناصر غير واقعية تضع الشرعية والحوثيين في كفة واحدة وتتجاهل متطلبات الأمن القومي لدول التحالف العربي.
كما اعتبر المراقبون أن الاتفاق بين الرياض وطهران وعلى الرغم من عدم فاعليته بشكل عميق في الملف اليمني بالنظر إلى التعقيدات الداخلية لهذا الملف، لكنه سيغير من طريقة التعاطي الدولي والإقليمي.
من جهته، قال الباحث السياسي اليمني يعقوب السفياني إن الأطراف الإقليمية تمسك اليوم بزمام الأمور في ما يخص الملف اليمني أكثر من أي وقت مضى، مشيرا إلى أن الاتفاق الأخير بين السعودية وإيران سيسرع في التوصل إلى اتفاق بين الرياض والحوثيين بعد المحادثات التي انطلقت منذ فترة طويلة.
وأضاف السفياني في تصريحات لـصحيفة ”العرب” أن “هناك توجها لتثبيت اتفاق هدنة جديد في البلاد قد يتجاوز الهدنة السابقة ويخشى أن يتضمن مزيداً من التنازلات الخطيرة التي قد تفجر صراعا جديداً مع الأطراف الرافضة”.
وقال السفياني “اللافت اليوم هو دور مجلس القيادة اليمني الذي يبدو منقسم المواقف والرؤى تجاه مسألة الهدنة والتنازلات للحوثيين. وهذه الحالة هي امتداد لخلافات داخلية أخرى ضمن المجلس تتعلق بتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض وتشكيل وفد تفاوضي مشترك يضم المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو الأمر الذي يبدو أنه غير مناسب في الوقت الراهن لبعض الأطراف في المجلس وبعض الأطراف الإقليمية”.
ورأى الباحث اليمني أن جولات المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في الرياض وطهران تشير بوضوح إلى الدور الذي تلعبه إيران كطرف في الصراع وفي الحل أيضاً في اليمن، وإلى تأثير الجمهورية الإسلامية على الحوثيين.
وزاد “لا زالت مسقط على ذات المستوى من الأهمية في الوساطة لتحقيق الاتفاق الجديد المتوقع خلال الفترة القريبة القادمة التي يتوقع أن تكون في شهر رمضان”.
وكان الطرفان، السعودية والحوثي، قد قطعا شوطا كبيرا في المفاوضات التي رعتها مسقط، إلا أن خلافات حدثت في اللحظات الأخيرة حول بعض البنود، وعرقلت التوقيع على الاتفاق والإعلان عنه. وتأتي قضية المرتبات ضمن قضايا الخلاف الرئيسية المعيقة لتمديد الهدنة.