الإمارات ترد على السعودية بعرض عسكري في شبوة.. تفاصيل توتر جديد وخطير
كشفت دولة الإمارات العربية المتحدة، بشكل واضح وغير مباشر، عن ردها على الدعوات السعودية لتهدئة الأوضاع في اليمن، وذلك من خلال استعراض عسكري ضخم نفذته الفصائل الموالية لها في محافظة شبوة اليمنية، والتي تتلقى تدريبات عسكرية مكثفة من قبل خبراء إماراتيين.
جاء هذا الاستعراض العسكري في مدينة عتق، مركز محافظة شبوة الغنية بالنفط، وذلك بعد يوم واحد فقط من لقاء وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان برئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، حيث تم مناقشة تطورات الأوضاع في اليمن، وعلى رأسها التصعيد في مدينة عدن، والتي شهدت سيطرة الفصائل الموالية للإمارات على قصر المعاشيق.
رسائل متبادلة وتوتر متصاعد:
يُنظر إلى هذا الاستعراض العسكري على أنه رسالة واضحة من الإمارات للسعودية، تعبر عن عدم رغبتها في التراجع عن مكاسبها في اليمن، وخاصة في محافظة شبوة، والتي تعتبر منطقة نفوذ إماراتية مهمة. ففي الوقت الذي تدعو فيه السعودية إلى تهدئة الأوضاع والعمل على تنفيذ اتفاق السلام، تواصل الإمارات تعزيز وجودها العسكري في اليمن، وتوسيع نفوذها في المناطق الغنية بالنفط والغاز.
شبوة: ساحة الصراع بين الرياض وأبوظبي:
تعتبر محافظة شبوة، التي تضم أحد أهم منشآت الغاز المسال في اليمن، ساحة صراع حقيقية بين السعودية والإمارات، حيث تسعى كل دولة إلى بسط سيطرتها على هذه المحافظة الغنية بالموارد الطبيعية. ففي حين تحتفظ الإمارات بقوات في منطقة بلحاف، تسعى السعودية إلى تعزيز نفوذها في محافظة حضرموت المجاورة، مما يخلق حالة من التنافس الشديد بين الدولتين على النفوذ في جنوب اليمن.
تحليل الخبراء:
يرى الخبراء أن مشاركة الضباط الإماراتيين في هذا الاستعراض العسكري تعكس رغبة الإمارات في إبقاء الوضع على ما هو عليه، وعدم التنازل عن مكاسبها في اليمن. كما يشيرون إلى أن هذا التصعيد يأتي في ظل تزايد التوترات بين الرياض وأبوظبي، والتي تتجاوز حدود اليمن لتشمل مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
آفاق مستقبلية:
يبقى السؤال المطروح: ما هي تداعيات هذا التصعيد على الوضع في اليمن؟ هل سيشهد اليمن مزيداً من الانقسامات والتوترات؟ وهل ستتمكن الأطراف الدولية والإقليمية من الضغط على السعودية والإمارات للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية؟
الخلاصة:
يشير الاستعراض العسكري الإماراتي في شبوة إلى تعقيد الأزمة اليمنية، وتعدد اللاعبين الإقليميين والدوليين الذين يتنافسون على النفوذ في هذا البلد الفقير. كما يؤكد على أهمية المحافظة على شبوة كساحة صراع بين السعودية والإمارات، مما يجعل من الصعب تحقيق أي تقدم نحو السلام والاستقرار في اليمن.