الإصلاح يقلب الطاولة: عرض مفاجئ لتقاسم السلطة مع الحوثيين

في خطوة مفاجئة، كشف حزب الإصلاح – الذراع السياسي للإخوان المسلمين في اليمن – عن استعداده للدخول في اتفاق مع حركة "أنصار الله" (الحوثيين) يشمل تقاسم الحصص في حكومة جديدة، في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية تحركات إقليمية ودولية متسارعة لوقف الحرب والدفع بمسار سياسي شامل.
وبحسب مصادر دبلوماسية غربية، فإن عبدالرزاق الهجري، القائم بأعمال الأمين العام للحزب، يجري اتصالات مكثفة من الرياض مع عدد من السفراء الأجانب بهدف التمهيد لاتفاق مع الحوثيين، ضمن ما يُعرف بـ"التكتل الوطني للأحزاب والقوى السياسية"، وهو كيان أنشأه الإصلاح بدعم أمريكي.
وتزامن الحراك الإصلاحي مع إعادة تنشيط هذا التكتل خلال اليومين الماضيين في السعودية، في ظل ضغوط سعودية وأوروبية لإطلاق مرحلة جديدة من التسوية السياسية في اليمن، بعيداً عن الحلول العسكرية المتعثرة.
وكشفت تصريحات أحمد عبيد بن دغر عن أن التكتل أقرّ تشكيل لجنة خاصة لإعداد رؤية شاملة لما بعد الاتفاق، تتضمن مشاركة سياسية واسعة في أي حكومة قادمة.
ويرى مراقبون أن تحرك "الإصلاح" المنفرد يأتي كمحاولة انتهازية للالتفاف على منافسيه في الجنوب والغرب الموالين للإمارات، خاصة في ظل التحولات الدولية والتراجع الأمريكي عن دعم التصعيد العسكري البري، حيث يسعى الحزب لإعادة تقديم نفسه كطرف سياسي معتدل يسعى للسلام من أجل الحفاظ على مكانته في معادلة ما بعد الحرب.