الكاتب السعودي تركي الحمد يتفاعل مع موضوع الغبانة الهندية.. "مسألة في غاية الخطورة"
تفاعل الكاتب السعودي تركي الحمد مع ما أثير مؤخراً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة حول "الغبانة الهندية" وعدم ارتباطها بالأزياء السعودية الأصيلة.
وأوضح "الحمد" في سلسلة تغريدات بحسابه في تويتر: "دعوها فإنها مدمرة: إذا كنت تبحث عن الأصالة المطلقة أو النقية في كل شيء، فأنت في النهاية واهم ولست على شيء، ولن تحصل على شيء، بل وربما تخسر كل شيء. عالم اليوم، بل وحتى في الأمس غير البعيد، هو مزيج من تداخل ثقافات البشر مع بعضها البعض.
وأضاف الحمد: " فلا تستطيع الحكم على ثقافة ما، أو جزء من تلك الثقافة بأنها اصيلة وغيرها وافد أو تقليد، أو أن هذا الزي مثلا أصيل وذاك وافد ودخيل، فلا شيء اليوم محلي صرف، أو أصيل لا غبار عليه".
وقال: "لقد كثر الحديث هذه الأيام في السعودية عن "أصالة" بعض الأزياء والملابس، ومن ضمنها "الغبانة الهندية" ونحوها، وضرورة استبعادها وعزلها باسم "الأصالة" وعدم الانتماء الوطني، وهذا في ظني خطأ شنيع، ينخر في هذا الانتماء ولا يدعمه على الإطلاق".
وبين: "السعودية جزء من هذا العالم وثقافاته المتداخلة، بل هي بذاتها قارة مترامية الأطراف، متعددة الثقافات والهويات الفرعية، في ظل مظلة هوية جامعة واحدة، لا تنفي تلك الهويات الفرعية، ولكنها تستوعبها. محاولة عزل هذه الهوية الفرعية أو تلك، عن جهل أو سوء تقدير، أو حتى جزء منها، باسم "الأصالة"، أو الانتماء الوطني الخالص، مسألة في غاية الخطورة، إذ سوف ينظر إليها على أنها نوع من تغليب هوية فرعية معينة على بقية الهويات الفرعية، وهو أمر فيه تهديد للوحدة والانتماء الوطني الجامع، الذي لا يتحقق على أرض الواقع، إلا بالاعتراف بالتعددية قولا وفعلا، مهما كانت أصولها وجذورها، فلا شيء أصيل تمام الأصالة، ومحاولة تنظيمها لا كبحها".
وختم تغريداته بالقول: "فلتكن "الغبانة" مثلا من أصول هندية، ثم ماذا؟ هي اليوم جزء من التراث الثقافي الحجازي، الذي هو سعودي بالضرورة، فلماذا إثارة قضايا لم تكن قضايا من الأساس؟ لقد حاولت يوغسلافيا السابقة، وكذلك الاتحاد السوفيتي، "تأصيل" ثقافة وطنية واحدة من خلال الأدلجة، وصهر كل الهويات الفرعية في هوية واحدة لا هوية غيرها، فماذا كانت النتيجة في النهاية؟".