المهدي المنتظر محض خرافة
المهدي المنتظر خرافة، والأحاديث التي تتحدث عنه معلولة ضعيفة، ومَن زعم بحصوله قال بمجموع الأحاديث تتقوى.
والحقيقة أن هذه القضية أصبحت باب فتنة وسفك للدماء، وقد أحصيت في بحثٍ سابق نشرت خلاصته قبل فترة على صفحتي أكثر من 100 ادعاء للمهدوية في تاريخ الإسلام، حصلت بسببهم كوارث دموية، أما مجرد الادعاء من ضعاف العقول وممن لم تحصل لهم شوكة فأضعاف ذلك.
غالب من يدعي المهدوية يبدأ ذلك بادعاء أنه من (آل البيت)، هذا المصطلح الكارثة الذي أتى على المسلمين منذ فجرهم بكل مصيبة وداهية ومازال!.
وهذا المصطلح في الإسلام كالثالوث عند النصارى، سفكوا به الدماء واستحلوا به المحرمات وعاثوا فسادًا وتفرقوا شِيعًا وفرقًا لا تُحصى.
ولو قرأت التاريخ والحاضر، وكتب الفِرق والملل والنحل، إلى يومنا فلن تخطئ عينك حقيقةَ أن أكثر الكوارث والفساد الفكري والمادي في أمة الإسلام حتى اليوم خرج من تحت عباءة هذا المصطلح وأصحابه وأتباعه.
خرافة المهدي
من أهم موازين الأخبار عرضها على محكم كتاب الله وعلى صريح صحيح سُنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الميزان يكون ابتداءً، ويكون عند تعارض الأدلة، وهو ميزان مجمع عليه. بل إن الحنفية يردون الأحاديث الصحيحة الآحاد إن خالفت قواعد الدين الكلية العامة التي تكاثرت بها نصوص الكتاب والسُنة، وهو قولٌ عند المالكية. أما الشافعية والحنابلة فيُعملون كلًا في بابه، ويجعلونها كالمخصص للعام.
من هنا، وعطفًا على الكلمة السابقة في شأنه، فإن قضية المهدي قضية خرافية، تسللت إلى السُنة -فيما أزعم- من قصص وخزعبلات الشيعـة، كالقصص الإســرائيلية التي ملأت كتب التفسير!
وذلك لأسباب، منها:
- أن القرآن لم يتعرض لهذه القضية لا من قريب ولا من بعيد، ولو بالإشارة.
- أن الصحيحين لم يتعرضا لهذه القضية، وما ورد فيهما عن خليفة يحثو المال، فهذا إخبار عن وجود من يحصل منه ذلك، لكثرة النعم واغتناء المسلمين، وقد حصل في عهد عمر بن عبد العزيز، وسيحصل مع غيره بوجود أسبابه.
- أن الأخبار المروية في هذه القضية معلولة في مجملها، لا تكاد تجد خبرًا لم ينقده علماء الحديث، ومتناقضة فيما بينها، ومتناقضة مع غيرها. فلا يسلم منها حديث بالخصوص، وما سلِم منها فهو إنما يدل على ما دلت عليه أحاديث الصحيحين التي لا تدل على مهديٍ بعينِه.
- أن هذه القضية من عناوين الشيـعــة، وأبرز عقائدهم، وأكثر الأخبار فيها إنما هي من تراثهم وكتبهم، لذلك فلا تكاد تجد من بحث هذه القضية إلا ونقل من كتبهم أو من الرواة الذين كانوا شيعـةً أو اتهموا بذلك.
- لقد وقع بسبب هذه القضية من المهالك والحروب والفتن ما الله به عليم، ولو كانت هذه القضية -على ما وقع فيها- مِن القضايا الحقيقية لأبانها الله ورسوله بما يشفي ويغني، ولكان الفقهاء والمحدثون يذكرونها بجلاء وبيان، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث، ومحال أن يترك الشرع الحكيم قضية مثل هذه بدون بيان حاسم.
إن هذه القضية الملغومة كانت وقودًا لشباب الأمة من قديم وما زالت، وتُطل برأسها أكثر في أزمنة الحروب والفتن، واليوم نجدها تتكاثر وتتناثر، وتلوي أعناق شباب الإسلام، فتسلبهم الحركة والعمل، ثم تجعلهم وقود فتنٍ مهلكة.. لذا وجب تفنيدها وبيانها بوضوح ودون غمغمة، إبراء للذمة ونصحًا لشباب الأمة.