ترامب يصدم الجميع: هل يسلِّم أردوغان أحمد الشرع إلى أمريكا؟
طالب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بتسليم زعيم "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع، المعروف باسم "أبو محمد الجولاني"، إلى الاستخبارات الأمريكية.
وتُصنف واشنطن "هيئة تحرير الشام" ضمن قوائم الإرهاب العالمية، حيث استولت الجماعة على السلطة في دمشق بعد إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وفي تصريح صحفي، أكد ترامب أن الشركاء المحليين الذين تعاونوا مع الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم "داعش" في سوريا هم أولى بالحكم على الأراضي السورية من التنظيمات الإرهابية التي كانت أمريكا تحاربها في السابق.
وأشار إلى أن الرئيس التركي أردوغان، الذي وصفه بالصديق، سيكون له دور رئيسي في حل بعض القضايا المتبقية في سوريا.
ترامب لفت إلى أنه يعتزم طلب تسليم "الجولاني" إلى الاستخبارات الأمريكية، مشددًا على أن الولايات المتحدة قد أنجزت مهمتها في القضاء على "داعش" في سوريا.
كما أضاف أن إدارة الرئيس بايدن قد "سلمت سوريا" إلى الجماعات التي كانت أمريكا قد حاربتها، معبرًا عن اعتقاده بأن التغييرات في السياسة الأمريكية بعد تولي بايدن الرئاسة كانت غير مفيدة للملف السوري.
فيما يخص التوترات بين الحكومة التركية والأكراد السوريين، شدد ترامب على علاقته الوثيقة مع أردوغان، مشيرًا إلى أن الأخير لم يهاجم الأكراد كما كان قد طلب منه سابقًا.
وأوضح ترامب أن الخلافات بين الأكراد وحكومة أردوغان لا تزال قائمة، لكنه أعرب عن أمله في استمرار التعاون بين تركيا والولايات المتحدة لحل هذا النزاع.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الأمريكي المعين حديثًا، ماركو روبيو، في جلسة استماع بمجلس الشيوخ، على أهمية دعم القوات الكردية السورية التي قدمت تضحيات كبيرة في محاربة "داعش".
وأشار إلى أن القوات الكردية كانت أساسية في احتجاز مقاتلي "داعش" الأجانب في السجون، مما يشكل تهديدًا مستمرًا. واعتبر روبيو أن المصلحة الوطنية الأمريكية تقتضي عدم السماح لسوريا بأن تصبح ملاذًا لتنظيم "داعش"، مع ضرورة احترام حقوق الأقليات الدينية وحماية الأكراد.
من جانبه، أكد روبيو على ضرورة الحفاظ على توازن القوى في سوريا ومنع إيران من استخدام الأراضي السورية لتمويل الإرهاب.
كما شدد على أن استقرار سوريا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال منع الجماعات المتطرفة مثل "هيئة تحرير الشام" من الهيمنة على البلاد.
تُعد "هيئة تحرير الشام" جماعة إسلامية تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
وتبرز تصريحات ترامب وروبيو الفجوة الواضحة بين سياسات الإدارة الأمريكية السابقة والإدارة الحالية تجاه الملف السوري، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى اتخاذ خطوات حاسمة للحفاظ على الاستقرار في المنطقة وضمان حماية الشركاء الأمريكيين في سوريا.