تقدم كبير في المفاوضات بين إيران وأمريكا بمسقط.. ما يتعلق بالملف اليمني

في تطور سياسي لافت يعكس تحولاً في مسار التوترات الإقليمية والدولية، حققت الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي استضافتها سلطنة عمان، اختراقًا مهمًا في جدار الجمود الذي امتد لأكثر من سبع سنوات.
بحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، فإن اللقاء الذي تم في العاصمة العمانية مسقط، وإن اقتصر على تبادل رسائل غير مباشرة عبر الوسيط العُماني، إلا أنه أفضى إلى توافق مبدئي على عقد جولة جديدة من المحادثات الأسبوع المقبل، في إشارة واضحة إلى نية الطرفين إزالة العقبات التي تعترض طريق التفاهم.
اللقاء الذي وصفته مصادر دبلوماسية بأنه كان "اختبارًا للنوايا"، جمع بين وفد إيراني برئاسة عباس عرافجي، نائب وزير الخارجية، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذراع اليمنى للرئيس السابق دونالد ترامب. وقد أدار اللقاء بحرفية الدبلوماسية العمانية التي لطالما لعبت دور الوسيط الهادئ في أكثر الملفات تعقيدًا في المنطقة.
وكشفت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصادر مطلعة على سير المحادثات، أن اللقاء تناول أربعة ملفات أساسية تشكل جوهر الخلاف بين الطرفين:
البرنامج النووي الإيراني: وهو الملف الأبرز، حيث أبدى الجانب الأمريكي استعدادًا لقبول "حل وسط" لا يتضمن تفكيكًا كاملًا للبرنامج، مقابل التزامات إيرانية بالشفافية والرقابة الدولية.
رفع العقوبات الاقتصادية: وهو مطلب إيراني جوهري، تراه طهران شرطًا أساسيًا لأي تقدم ملموس.
تبادل السجناء: وهو ملف إنساني حساس تطالب به العائلات على الجانبين منذ سنوات.
التهدئة الإقليمية: خصوصًا في الساحات الملتهبة مثل العراق، سوريا، واليمن، حيث يتقاطع النفوذ الإيراني مع مصالح واشنطن وحلفائها.
رسائل طمأنة متبادلة رغم التصعيد السابق:
وعلى الرغم من التهديدات والتصريحات النارية التي سبقت اللقاء، إلا أن المفاوضين من الطرفين أطلقوا قبله رسائل طمأنة ناعمة.
فقد أشار المبعوث الأمريكي ويتكوف إلى إمكانية القبول بحلول مرنة، بينما أكد الوزير الإيراني عرافجي أن التوصل إلى اتفاق ليس مستحيلاً "إذا ما تخلّت واشنطن عن لغة التهديد وأبدت احترامًا متبادلًا".
ماذا بعد؟:
يبقى السؤال الأكبر: هل تكون مسقط من جديد بوابة الانفراج، كما كانت في محطات تفاوضية سابقة؟
المؤشرات الأولية توحي بأن الطرفين يختبران أجواء جديدة عنوانها "التهدئة المشروطة"، وربما يقود ذلك إلى اتفاق يعيد ترتيب التوازنات في الشرق الأوسط ويقلص منسوب التوتر الذي تصاعد في السنوات الأخيرة.