أخبار اليمن

شرق اليمن يشتعل: أمريكا تحذر والإمارات في مرمى التهديد السعودي

في مؤشر على تصاعد التوترات الإقليمية والدولية حول مستقبل شرق اليمن، وجّهت الولايات المتحدة تحذيرًا صارمًا للفصائل المدعومة من الإمارات وسط تحركات متسارعة تهدف إلى فصل ساحل حضرموت عن باقي المحافظات.

في المقابل، لم تلتزم السعودية الصمت، بل أطلقت تهديدات مباشرة بإفشال هذا المخطط الذي وصفته بـ"التمرد السياسي" على وحدة اليمن.

من جهته، السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، خرج عن صمته ليوجه أقوى رسالة حتى الآن إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، مطالبًا إياه بضرورة الالتزام بالحوار السياسي لحل الخلافات، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق الشرقية، في إشارة واضحة إلى حضرموت، المحافظة ذات الثقل الجغرافي والنفطي الكبير.

التحذير الأمريكي لم يكن معزولًا عن السياق، بل جاء بالتزامن مع تحركات معلنة لتنظيم فعالية ضخمة في 27 أبريل الجاري في ساحل حضرموت، وهي فعالية تهدف بحسب مصادر مطلعة إلى إعلان ما يشبه الحكم الذاتي أو الانفصال الإداري عن سلطة الحكومة الموالية للسعودية في المكلا.

وفي خطوة تصعيدية، دفعت أبوظبي برموز متشددة في المجلس الانتقالي إلى صدارة المشهد، وعلى رأسهم أحمد بن بريك، المعروف بمواقفه الصدامية تجاه السعودية.

بن بريك، الذي سبق وتم نفيه إلى الإمارات بسبب مواقفه التصعيدية، عقد مؤخرًا اجتماعات مع قيادات "الهبة الحضرمية" وعدد من القوى المحلية استعدادًا لما وصف بـ"الحدث الفاصل" في مستقبل المحافظة.

الرد السعودي لم يتأخر، وجاء عبر شخصيات قريبة من دوائر القرار، حيث صرّح عبدالله آل هتيلة، مساعد رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" المقربة من الأجهزة السيادية السعودية، بأن الرياض "لن تسمح بتمرير هذا المشروع"، مشيرًا إلى أن حضرموت ستبقى نموذجًا للأمن والاستقرار داخل اليمن.

هذا التصريح ليس مجرد رأي صحفي، بل يعكس رسالة سياسية واضحة بأن السعودية تعتبر أي محاولة لفصل ساحل حضرموت خروجًا عن الخط الأحمر، وستتعامل معه بأدواتها السياسية وربما العسكرية.

ويبدو أن ما يجري في حضرموت ليس مجرد تنافس نفوذ بين الإمارات والسعودية، بل هو صراع على خطوط جيوسياسية حساسة، يمتد من البحر الأحمر غربًا حتى سواحل المحيط الهندي شرقًا. فالإمارات تسعى، بحسب تقارير عدة، لإبقاء السيطرة على الشريط الساحلي اليمني كاملاً، من الحديدة وتعز وحتى المهرة وسقطرى، بما في ذلك موانئ بحر العرب وخليج عدن.

في المقابل، تتحرك السعودية للحفاظ على عمقها الاستراتيجي في حضرموت، المهرة، وشبوة، في محاولة لتأمين الحدود الشرقية ومنع أي نفوذ خارجي من التغلغل في تلك المناطق الغنية بالموارد.

التحذير الأمريكي الأخير يمكن قراءته أيضًا كإشارة إلى أن واشنطن تراقب المشروع الإماراتي في اليمن بعين الريبة، وربما بدأت ترى فيه مساسًا بمصالحها في منطقة البحر العربي والمحيط الهندي، وتهديدًا للاستقرار البحري الذي تعتبره واشنطن خطًا أحمر في سياق الصراع الدولي الأوسع.

في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح الإمارات في فرض واقع جديد على الأرض؟ أم أن السعودية، بدعم أمريكي ضمني، ستتمكن من كبح جماح مشروع الانفصال الشرقي؟

الأيام القادمة قد تحمل الإجابة، لكن المؤكد أن الشرق اليمني على موعد مع مفترق طرق حاسم في رسم مستقبل البلاد الجيوسياسي.

المصدر
مساحة نت ـ رزق أحمد

اقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى