معلومات لاتعرفها عن مقياس ريختر.. كيف يعمل وكم الفارق بين درجاته وما أقوى زلزال سجله؟
ضرب زلزال بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر، فجر الإثنين، قضاء بازارجيق بولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا، وبلغ عمق الزلزال 7 كيلومترات تحت سطح الأرض، وأدى إلى خسائر كبيرة في جنوب تركيا وشمال سوريا.
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي إن قوة زلزال تركيا وسوريا بلغت 7.8 درجة، ويصف علماء الزلازل زلزالاً قوته 7 درجات بأنه يمتلك "طاقة تعادل حوالي 32 قنبلة ذرية من هيروشيما".
وقد شعرت بآثار زلزال تركيا وسوريا مدن تبعد ألف كيلومتر عن مركزه.
وأكدت إدارة الطوارئ الكوارث التركية (آفاد) وقوع زلزال جديد ظهر الإثنين، مركزه قضاء ألبيستان بولاية قهرمان مرعش ببجنوب البلاد بقوة 7.6 ريختر.
*كيف يعمل مقياس ريختر ولماذا يجب تجنب الخدعة التي يتسبب بها للجميع؟
إن الزلزال هو اهتزاز الأرض الناجم عن الانزلاق المفاجئ في الصدع بين صفحتين أرضيتين، حيث تؤدي الضغوط في الطبقة الخارجية للأرض إلى دفع جانبي الصدع معاً. يتراكم الإجهاد وتنزلق الصخور فجأة، وتطلق الطاقة في موجات تنتقل عبر قشرة الأرض وتسبب الاهتزاز الذي نشعر به أثناء الزلزال.
بينما مقياس ريختر هو المعيار الأكثر شيوعاً لقياس الزلازل، تم اختراعه في عام 1935 من قبل تشارلز ف. ريختر من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا كجهاز رياضي لمقارنة حجم الزلازل. يستخدم مقياس ريختر لتقييم حجم الزلزال، أي كمية الطاقة المنبعثة أثناء الزلزال.
ويمثل الرقم الذي يعبر عنه مقياس ريختر إجمالي الطاقة المنبعثة في الزلزال. يتم تحديد الطاقة المنبعثة من خلال مقدار تحرك الصخور ومسافة تحركها، حسبما نقلت صحيفة Los Angeles Times الأمريكية عن عالمة الزلازل لوسي جونز.
أحد الأمور المخادعة في مقياس ريختر أن الفوارق بين الدرجات فيه هائلة.
ومقياس ريختر هو مقياس لوغاريتمي ذو قاعدة 10، لكل زيادة عدد صحيح في الحجم (أي زيادة بمقدار درجة)، تزداد الطاقة الزلزالية المنبعثة بحوالي 32 مرة. وهذا يعني أن زلزالاً بقوة 7 درجات ينتج طاقة أكثر 32 مرة – أو أقوى 32 مرة – من قوة 6 على مقياس ريختر.
تقول جونز إن زلزالاً بقوة 8 ريختر يطلق طاقة تزيد 1000 مرة عن 6، لكنه يطلق تلك الطاقة على مساحة أكبر ولفترة أطول.
*قوة زلزال تركيا وسوريا تعادل 700 ضعف زلزال مصر عام 1992:
إن قوة 7.8 ريختر الذي سجلت في زلزال تركيا وسوريا تعادل 708 مرات قوة 5.9 درجة (التي تعادل تقريباً الزلزال الذي حدث في مصر عام 1992 الذي تراوح حسب التقديرات بين 5.8 و5.9 درجة).
غير أن الضرر المحتمل للزلزال يعتمد على ما هو أكثر بكثير من حجمه، حيث تساهم الكثافة السكانية لمنطقة معينة بالإضافة إلى مدى عمق مركز الزلزال تحت الأرض في تحديد مستوى الدمار، مع وجود زلزال ضحل يحمل احتمال حدوث المزيد من الضرر. كان الزلزال الأخير على عمق حوالي 10 أميال.
ومن خلال منشور على تويتر، صرحت عالمة الزلازل سوزان هوغ من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي بأن زلزال تركيا وسوريا، رغم أنه بعيد عن أقوى الزلازل التي شهدها العالم في العقود الأخيرة، ولكنه يهدد بأن يصبح خطيراً بشكل خاص بسبب موقعه وعمقه الضحل (القريب من سطح الأرض).
هناك عامل مهم آخر هو جودة تشييد المباني في المنطقة. أشار تقرير إلى أن "السكان في هذه المنطقة يقيمون في هياكل معرضة بشدة للاهتزازات الزلزالية، على الرغم من وجود بعض الهياكل المقاومة".
*متى يكون الزلزال قوياً؟:
تبعا لمقياس ريختر، فما هو أقل من 4 ريختر يعد زلزالاً ضعيفاً، ولا يشعر البشر بالهزات الأرضية الأقل من 1 ريختر، ومن 1 إلى 2 يشعر بها عدد قليل من البشر.
من 4 إلى 6 ريختر يعد زلزالاً متوسطاً، بينما من 6 إلى 7 ريختر يعد زلزالاً كبيراً أو قوياً، ومن 7 إلى 9 يعد زلزالاً ضخماً، ومن 9 إلى 10 يعد زلزالاً رهيباً.
هذا ويعادل زلزال بقوة 6 ريختر تفجير 60 مليون كيلوغرام من الديناميت، بينما 7 ريختر تعادل 20 مليار كيلوغرام من الديناميت، بينما زلزال بقوة 8 ريختر يعادل 60 مليار كيلوغرام من الديناميت مثل الزلزال الذي دمر سان فرانسيسكو عام 1906، حسبما ورد في تقرير لموقع sms tsunami warning.
*ما هو أقوى زلزال مسجل في التاريخ؟:
وبالنسبة إلى زلزال بقوة 9 ريختر فيعادل انفجار 20 تريليون كيلوغرام من الديناميت.
كما كان أكبر زلزال سجلته أجهزة الرصد الزلزالية في أي مكان على الأرض هو زلزال بلغت قوته 9.5 درجة في تشيلي في 22 مايو/أيار 1960. وقد حدث هذا الزلزال على صدع يبلغ طوله 1000 ميل وعرضه 150 ميلاً.
لمَ يختلف التدمير بشكل كبير؟ إليك مقياس ميركالي:
إن قوة الزلازل مهمة لتقييم أضراره، ولكن العامل الرئيسي هو مكان وقوع الزلزال، حيث تزداد خطورة الزلزال كلما وقع قرب سطح الأرض أو بالقرب من المناطق المكتظة بالسكان.
هذا ولا يقيس مقياس ريختر أضرار الزلزال، ولكن الأضرار يتم قياسها عبر ما يعرف باسم مقياس "ميركالي" الذي يعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك السكان في مركز الزلزال والتضاريس والعمق وما إلى ذلك. قد يكون لها نفس حجم الصدمة في منطقة نائية لا تفعل شيئاً سوى تخويف الحياة البرية، بينما الزلازل الكبيرة التي تحدث تحت المحيطات قد لا يشعر بها البشر، حسب موقع sms-tsunami-warning.
وعموما، الزلازل التي تبلغ قوتها 6 وما فوق هي التي تثير القلق. عندما تكون في مكان قريب، يمكن أن تتسبب في شدة اهتزاز يمكن أن تبدأ في كسر المداخن والتسبب في أضرار جسيمة لأكثر الهياكل عرضة للزلازل، مثل المباني المبنية من الطوب غير المعدلة.